فصل: فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الدمياطي:

سورة {ن} مكية.
وآيها اثنتان وخمسون.
مشبه الفاصلة ثلاثة:
{ن} {كذلك العذاب} {الحوت}.
وعكسه موضعان:
{مصبحين} {ولا يستثنون}.
القراآت:
أدغم {ن} في واو {والقلم} ورش والبزي وابن ذكوان وعاصم بخلف عنهم وهشام والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه وافقهم ابن محيصن من المفردة والشنبوذي.
وفي الأصل قال في الدر كالبحر ونقل عمن أدغم الغنة وعدمها قال الفراء وإظهارها أي النون أعجب أي لأنها هجاء والهجاء كالموقوف عليه وإن اتصل انتهى فلينظر. والباقون بالإظهار وسكت على ن أبو جعفر وعن الحسن ن بكسرها لالتقاء الساكنين.
وقرأ {بأيكم المفتون} [الآية 6] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة الأصبهاني بخلفه ويوقف عليه لحمزة كذلك وبالتحقيق لأنه متوسط بزائد.
وعن الحسن {عتل} بالرفع أي هو عتل.
وقرأ {أن كان} [الآية 14] بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص والكسائي وخلف عن نفسه والباقون بهمزتين على الاستفهام وهم ابن عامر وأبو بكر وحمزة وأبو جعفر ويعقوب وحقق الهمزتين منهم أبو بكر وحمزة وروح وسهل الثانية ابن عامر وأبو جعفر ورويس وفصل بالألف أبو جعفر والحلواني عن هشام واختلف في الفصل عن ابن ذكوان والأكثرون على عدمه ومنهم الداني وقواه في النشر لكن قال إنه قرأ بالوجهين له كما مر في أعجمي بفصلت وأشار إليهما في الطيبة بقوله:
إن كان أعجمي خلف مليا

وانفرد المفسر عن الداجوني عن هشام بالتحقيق والمد.
وعن الحسن {إذا تتلى} بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام التوبيخي على قوله: {أساطير الأولين} لما تليت عليه آيات الله.
وعنه {آن لكم فيه} [الآية 38] بهمزة ممدودة على الاستفهام أيضا والجمهور بهمزة واحدة مكسورة على الخبر.
وقرأ {أن اغدوا} [الآية 22] بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب.
وأدغم لام {بل نحن} الكسائي.
وأمال {عسى} حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق والدوري عن ابي عمرو بخلفهما.
وقرأ {أن يبدلنا} [الآية 32] بالتشديد نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومر بالكهف.
وشدد البزي بخلفه تاء {لما تخيرون} [الآية 38] وصلا عن الحسن {بالغة} بالنصب على الحال من {أيمان} لتخصصه بالعمل أو بالوصف أو من الضمير في {علينا} إن جعلناه صفة.
وعنه أيضا {يكشف} بكسر الشين من اكشف.
وعنه أيضا {تداركه} على أن الأصل تتداركه فأدغم.
وأمال {فاجتبيه} كـ: {نادى} حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه.
واختلف في {ليزلقونك} الآية 51 فنافع وأبو جعفر بفتح الياء من زلقت الرجل وهو فعل يتعدى مفتوح العين لا مكسورها مثل حزن وحزنته والباقون بضمها من أزلقه معدى بالهمزة أي أزل رجله.
قال الحسن دواء من أصابه العين أن يقرأ هذه الآية: {وإن يكاد...} الخ.
المرسوم:
اتفقوا على كتابة {بأييكم المفتون} بياءين بين الألف والكاف وعلى قطع {أن لا يدخلنها} وهو آخر العشرة المقطوعة. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة ن:
{ن والقلم} سكت أبو جعفر على نون سكتة لطيفة من غير تنفس ويلزم منه الإظهار وأدغم نون {ن} في واو {والقلم} مع الغنة ابن عامر وشعبة والكسائي ويعقوب وخلف في اختياره وورش بخلف عنه وأظهرها غيرهم وهو الوجه الثاني لورش.
{لأجرا غير} {فستبصر} {ويبصرون}، {وهو}، {أساطير}، {فانطلقوا}، {خيرا}، {وهو}، {منه فاجتباه}، {الذكر}، {ذكر}، كله جلي.
{بأيكم} لحمزة في الوقف عليه تحقيق الهمزة وإبدالها ياء خالصة.
{أن كان} قرأ الشامي وشعبة وحمزة وأبو جعفر ويعقوب بهمزتين مفتوحتين على الاستفهام وكل على أصله في الهمزتين إلا هشاما وابن ذكوان فخالف كل منهما أصله كما ستعلم.
فأبو جعفر وهشام بالتسهيل والإدخال ورويس وابن ذكوان بالتسهيل من غير إدخال وشعبة وحمزة وروح بالتحقيق من غير إدخال، وقرأ الباقون بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر.
{إن اغدوا} كسر النون وصلا عاصم وحمزة والبصريان وضمها غيرهم.
{إن يبدلنا} قرأ المدنيان وأبو عمرو بفتح الباء وتشديد الدال والباقون بإسكان الباء وتخفيف الدال.
{لما تخيرون} شدد البزي التاء وصلا مع المد المشبع للساكنين وخففها غيره.
{ليزلقونك} فتح الياء المدنيان وضمها غيرهم.
{للعالمين} آخر السورة وآخر الربع.
الممال:
{تتلى} و{عسى} و{نادى} {فاجتباه} بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه. {بأبصارهم} بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش.
المدغم الصغير:
{بل نحن} للكسائي.
{فاصبر لحكم} للبصري بخلف عن الدوري.
الكبير:
{أعلم بمن}؛ {أعلم بالمهتدين}، {أكبر لو}، {يكذب بهذا}، {الحديث سنستدرجهم}. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة ن القلم:
قوله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون} يقرأ بالإدغام والإظهار وقد تقدم ذكر علله في يس.
قوله تعالى: {أن كان ذا مال} يقرأ بهمزتين وبهمزة ومدة وبهمزة واحدة على لفظ الإخبار وقد ذكرت علله فيما سلف.
قوله تعالى: {ليزلقونك} يقرأ بضم الياء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه ماخوذ من فعل رباعي والحجة لمن فتح أنه ماخوذ من فعل ثلاثي ومعناهما ليصيبونك بأبصارهم لا بأعينهم وكان أحدهم إذا أراد ذلك من شيء تجوع له ثلاثا ثم مر عليه متعجبا منه فبلغ ما يريده ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم فوقاه الله شرهم.
قوله تعالى: {عن ساق} يقرأ بألف إجماع إلا ما روى من الهمز عن ابن كثير. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

سورة ن والقلم وما يسطرون:
قرأ ابن عامر والكسائي وأبو بكر وابن اليزيدي {ن والقلم} بإخفاء النون وقرأ الباقون بإظهار النون.
فمن أظهر قال هو حرف هجاء وحكمه أن ينفصل عما بعده فبني الكلام فيه على الوقف لا على الوصل والباقون بنوا الكلام على الوصل قال الزجاج والذي أختار إدغام النون في الواو كانت النون ساكنة أو متحركة لأن الذي جاء في التفسير يباعدها من الإسكان والتبيين لأن من أسكنها وبينها فإنما يجعلها حرف هجاء والذي يدغمها فجائز أن يدغمها وهي مفتوحة وجاء في التفسير أن نون الحوت التي دحيت عليها الأرضون السبع وجاء في التفسير أن نون الدواة {أن كان ذا مال وبنين 14}
قرأ ابن عامر {آن كان} بهمزة مطولة وقرأ حمزة وأبو بكر {أأن} الهمزة الأولى توبيخ والثانية ألف أصل ومن مد كره الجمع بينهما فلين الثانية تخفيفا.
قال الفراء من قال أأن كان ذا مال بهمزتين فإنه وبخه.
ألأن كان ذا مال وبنين تطيعه أي لا تطعه ليساره وعدده قال وإن شئت قلت ألأن كان ذا مال وبنين إذا تليت عليه آياتنا قال أساطير الأولين أي جعل مجازاة النعمة التي خولها الله من المال والبنين الكفر بآياتنا كما تقول أأن أعطيتك مالي سعيت علي قال الزجاج إذا جاء ألف الاستفهام فهذا هو القول لا يصلح غيره.
وقرأ الباقون {أن كان ذا مال} بهمزة واحدة على الخبر عنه وتأويله لأن كان ذا مال وبنين وقيل في التفسير {ولا تطع كل حلاف مهين أن كان ذا مال وبنين} أي لا تطعه ليساره وعدده.
{وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصرهم 51}
قرأ نافع {ليزلقونك} بفتح الياء وقرأ الباقون {ليزلقونك} بضم الياء والمعنى يصرعونك وهما لغتان يقال أزلق يزلق وزلق يزلق والمعنى واحد. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة القلم:
بسم اللّه الرحمن الرحيم

.[سورة القلم: الآيات 1- 4]

{ن والْقلمِ وما يسْطُرُون (1) ما أنْت بِنِعْمةِ ربِّك بِمجْنُونٍ (2) وإِنّ لك لأجْرا غيْر ممْنُونٍ (3) وإِنّك لعلى خُلُقٍ عظِيمٍ (4)}

.الإعراب:

{والقلم} متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة {ما} حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل: {ما يسطرون} في محلّ جرّ معطوف على {القلم}.
جملة: {(أقسم) بالقلم...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {يسطرون...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.
2- {ما} نافية عاملة عمل ليس {بنعمة} متعلّق بمعنى النفي في {ما}، و(الباء) سببيّة، (مجنون) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما...
وجملة: {ما أنت... بمجنون} لا محلّ لها جواب القسم 3- (الواو) عاطفة {لك} متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم {غير} نعت لـ (أجرا) منصوب.
وجملة: {إنّ لك لأجرا...} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
4- (الواو) واو العطف (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم عوضا من المزحلقة {على خلق} متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: {إنّك لعلى خلق...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.

.البلاغة:

فن المناسبة اللفظية: في قوله تعالى: {ن والْقلمِ وما يسْطُرُون} وما بعدها، إلى قوله: {غيْر ممْنُونٍ}. وهذا الفن هو عبارة عن الإتيان بلفظات متّزنات.
الاستعارة في الحروف: في قوله تعالى: {وإِنّك لعلى خُلُقٍ عظِيمٍ}.
على في حقيقتها تفيد الاستعلاء، وهو غير مقصود في الآية، إذ الرسول عليه السلام لا يستعلي فوق الخلق العظيم ويمتطيه، كما يمتطي الرجل صهوة الجواد مثلا، وإنما هو على المجاز والاستعارة، أراد به تمكن الرسول عليه السلام من الخلق العظيم والسجايا الشريفة.